مدينة الناصرية: من الإهمال إلى بوابة سياحية عالمية بفضل التضحيات والإنجازات
مدينة الناصرية: من الإهمال إلى بوابة سياحية عالمية بفضل التضحيات والإنجازات- فراس الغزي
فراس الغزي
مدينة الناصرية، عاصمة محافظة ذي قار، كانت على مدى عقود تعاني من الإهمال والتهميش في شتى المجالات، مما أثر بشكل كبير على واقعها الاقتصادي والاجتماعي والخدمي. هذا الإهمال جعل المدينة تبدو وكأنها منسية وسط الزخم العمراني والتطور الذي شهدته مدن أخرى في العراق. لكن، كما يقال، "الظلام لا يدوم"، فقد شهدت الناصرية نهضة غير مسبوقة بفضل جهود وتضحيات كبيرة، ما جعلها اليوم واحدة من أبرز المدن الجاذبة للسياح من شتى أنحاء العالم.
ثورة الإعمار: نقطة التحول
بدأ التحول الجذري في الناصرية مع الثورة التنموية التي قادها الأمين العام الدكتور حميد الغزي، مع صندوق إعمار ذي قار. الجهود التي بذلت لإحياء المدينة وإعادة بنائها لم تكن عادية؛ فقد تخللتها رؤى طموحة وإصرار على إعادة الحياة لمدينة كانت منكوبة. وبالرغم من أن ما تم إنجازه حتى الآن يمثل فقط 5% من المشاريع المخطط لها، إلا أن ما تحقق كان كافياً لتغيير صورة المدينة بالكامل.
المشاريع الكبرى: شواهد على التقدم
تتضمن خطط الإعمار في الناصرية مجموعة من المشاريع الطموحة التي تجعل من المدينة مركزاً سياحياً وتنموياً بارزاً:
1. مطار الناصرية الدولي
يعد مطار الناصرية أحد المشاريع الاستراتيجية التي تهدف إلى تسهيل حركة النقل الجوي وربط المدينة بالعالم، مما يعزز من فرص الاستثمار والسياحة.
2. مدينة أور السياحية
تحمل مدينة أور أهمية تاريخية استثنائية كونها مسقط رأس النبي إبراهيم (عليه السلام). جهود إعادة تأهيلها وتحويلها إلى وجهة سياحية عالمية تسهم في استقطاب الزوار والباحثين من مختلف الدول.
3. المدينة الطبية المتكاملة
من المتوقع أن تكون المدينة الطبية أحد المشاريع الرائدة في مجال الرعاية الصحية، حيث توفر الخدمات الطبية المتقدمة للسكان المحليين والزوار على حد سواء.
4. كورنيش الناصرية
يعد كورنيش الناصرية الجديد أكبر كورنيش في العراق من حيث المساحة، إذ يمتد على جانبي نهر الفرات، ويوفر واجهة سياحية وترفيهية مميزة. المشروع يعكس رؤية عصرية تجمع بين الجمال الطبيعي والتخطيط الحديث.
السياحة: الناصرية وجهة عالمية
بفضل المشاريع الجديدة، تحولت الناصرية من مدينة منكوبة إلى مدينة تجذب السياح من مختلف بقاع العالم. المعالم التاريخية مثل زقورة أور، بالإضافة إلى البنية التحتية الحديثة، جعلت المدينة محطة للزوار الراغبين في اكتشاف التاريخ العريق والاستمتاع بالأجواء الهادئة.
الطريق إلى المستقبل
بالرغم من الإنجازات المحققة، فإن الطريق ما زال طويلاً. إن تنفيذ 5% فقط من المشاريع المخطط لها يعني أن المدينة أمامها فرص هائلة لمزيد من التقدم والتطوير. ومع اكتمال المشاريع الكبرى، ستتحول الناصرية إلى نموذج للتطور والإبداع في العراق.
ختاماً
النهضة التي شهدتها الناصرية هي نتاج تضحيات أبناء المدينة وجهود القائمين على مشاريع إعمارها. الناصرية اليوم ليست فقط قصة نجاح تنموي، بل رمز للأمل والإصرار على تجاوز التحديات. ومع استمرار العمل، فإن المستقبل يبشر بمزيد من الإنجازات التي ستضع المدينة في مقدمة المشهد العراقي والعالمي.