صمود حزب الله أمام إسرائيل: ملحمة البطولة والتضحية والوفاء للقضية

فراس الغزي

صمود حزب الله أمام إسرائيل: ملحمة البطولة والتضحية والوفاء للقضية

فراس الغزي

حزب الله، الحزب المقاوم الذي نبت في تربة لبنان الطاهرة، يُعتبر رمزًا للصمود والبطولة في مواجهة أحد أقوى الجيوش في العالم، جيش الاحتلال الإسرائيلي. منذ تأسيسه، وُجد حزب الله ليكون شوكة في حلق العدو الإسرائيلي، حاملاً على عاتقه قضية تحرير الأرض والدفاع عن الشعب، ليس فقط اللبناني، بل قضية الأمة العربية والإسلامية الكبرى: تحرير القدس وفلسطين.

 المقاومة طريق الشرف والكرامة

منذ بداية الاحتلال الإسرائيلي للبنان في عام 1982، كان حزب الله جزءًا أساسيًا من المقاومة اللبنانية التي واجهت الآلة العسكرية الإسرائيلية، ورفضت الاستسلام أمام الترهيب والتدمير. هذه المقاومة أظهرت للعالم أن النصر لا يقاس بعدد الجنود أو حجم الأسلحة، بل بعزيمة الشعب وإرادته للحرية. 

أبناء حزب الله، الذين يضعون أرواحهم على أكفهم في كل مواجهة مع العدو، قدموا أسمى معاني التضحية. لا يزالون يسيرون على نهج الاستشهاد كوسيلة لتحقيق هدفهم الأسمى، وهو تحرير فلسطين والقدس الشريف من براثن الاحتلال. قدم الحزب مئات الشهداء، منهم القادة والمقاتلون، ليكونوا علامة فارقة في تاريخ الأمة، وليثبتوا أن المقاومة ليست مجرد استراتيجية عسكرية، بل هي عقيدة حياة وموت في سبيل القضية.

 النصر على إسرائيل: رمز للعزة

في حرب يوليو 2006، عندما حاولت إسرائيل سحق حزب الله عبر حرب شاملة، استطاع الحزب بفضل مقاومته الباسلة أن يصمد أمام القوة العسكرية الإسرائيلية. بالرغم من الفارق الكبير في الإمكانيات والقدرات، خرج حزب الله منتصرًا في معركة عززت من شرعيته وقوته في العالم العربي والإسلامي. كان هذا الانتصار بمثابة رسالة واضحة بأن المقاومة ليست فقط قادرة على الدفاع، بل أيضًا على تحقيق النصر مهما كان الثمن.

لقد جسد حزب الله في تلك الحرب مفهومًا جديدًا للمقاومة في وجه الاحتلال، حيث أظهرت الجماعات الصغيرة المتمسكة بعقيدتها الوطنية والدينية قدرتها على هزيمة جيشٍ مدججٍ بالسلاح. وبهذا، أصبح حزب الله رمزًا للأمل لجميع الشعوب المظلومة التي تسعى للتحرر من الطغيان والاستعمار.

 القدس هي الهدف

لا يقتصر مشروع حزب الله على الدفاع عن لبنان وحسب، بل تتجاوز رؤيته الحدود المحلية لتشمل قضية الأمة المركزية، وهي فلسطين وتحرير القدس. على مر السنوات، أكد الحزب مرارًا وتكرارًا أن هدفه الأساسي هو تحرير الأرض المقدسة من الاحتلال الصهيوني. يرى حزب الله في فلسطين جزءًا لا يتجزأ من الهوية الإسلامية والعربية، ويرى في المقاومة واجبًا دينيًا وقوميًا تجاه القدس وشعبها. 

تظل القدس في قلب مشروع الحزب كرمز للعزة والإباء، وكقضية توحد كل الشعوب الإسلامية. ورغم كل المصاعب والتضحيات، ورغم المؤامرات الدولية والإقليمية التي تستهدف إضعاف المقاومة، يظل حزب الله ثابتًا على مواقفه، متمسكًا بوعده لتحرير فلسطين.

 التضحية والوفاء للمبدأ

التضحية هي الركيزة الأساسية التي يبني عليها حزب الله مشروعه المقاوم. أبطال الحزب، الذين يتقدمون الصفوف في مواجهة العدو، يعلمون تمامًا أن طريقهم مليء بالصعوبات والقرابين. ومع ذلك، يظل إيمانهم بالنصر ثابتًا لا يتزعزع. فهم يقدمون حياتهم فداءً للقضية الكبرى، ويؤمنون أن كل قطرة دم تُراق هي خطوة نحو التحرير والنصر.

لقد قدم الحزب العديد من القادة والشهداء في سبيل هذا الهدف. من عماد مغنية إلى سمير القنطار وغيرهم من الأبطال الذين رحلوا عن الدنيا، لكنهم تركوا إرثًا خالدًا من الصمود والتضحية. إنهم رمز الوفاء للقضية الفلسطينية، وشعلة مضيئة تذكر الأجيال القادمة بواجبها تجاه الأرض والشعب.

النهاية: المقاومة مستمرة

مهما تزايدت التحديات والضغوط، يظل حزب الله رمزًا للبطولة والشرف في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي. إنه الحزب الذي لم يهن ولم ينكسر رغم التضحيات الجسيمة والدماء الزكية التي سقطت على درب الحرية. 

وفي النهاية، يظل هدفه واضحًا وثابتًا: تحرير القدس وكل فلسطين من الاحتلال. هذه هي رسالته التي لن تتغير، وهذا هو وعده الذي قطعه على نفسه منذ اليوم الأول.