ذي قار من النكبة إلى السياحة: بين حقائق الإنجاز وتهم الهدر المالي
فراس الغزي
فراس الغزي
في تصريح مثير للجدل، أبدت النائبة فيان دخيل، ممثلة المكون الإيزيدي في البرلمان العراقي، عن كتلة الحزب الديمقراطي الكردستاني، اعتراضها على صندوق إعمار ذي قار، معتبرة أن إنشاؤه يمثل هدراً للمال العام. هذا التصريح يتناسى أن مجلس الوزراء كان قد صوت سابقًا على إعلان محافظة ذي قار منطقة منكوبة، وهو ما أتاح إنشاء هذا الصندوق لدعم المحافظة وانتشالها من واقع الإهمال المزمن.
اليوم، بفضل جهود العاملين في صندوق إعمار ذي قار وتخطيطهم المدروس، أصبحت الناصرية واحدة من المحافظات التي تحولت من مدينة منكوبة إلى وجهة سياحية يقصدها عشرات الآلاف من السياح الأجانب سنويًا. ومن أبرز الإنجازات التي يُشار إليها بفخر، مدينة أور السياحية التي أصبحت منارة جذب سياحي تعكس حضارة العراق العريقة.
وهنا نسأل النائبة فيان دخيل: هل المطالبة بالتحقيق مع من يعمل على إعمار مدينة منكوبة وإعادتها للحياة أكثر أهمية من فتح ملفات الفساد وملاحقة من تهربوا من دفع مستحقات العراق منذ عام 2003 وحتى يومنا هذا؟ وهل تعتبرين دفع المستحقات الضئيلة التي حصل عليها العراق بعد سنوات من التهرب كافية لتعويض ما أُهدر؟
إذا كان تصريحك نابعًا من خلاف شخصي، فهذا شأنك الخاص. أما نحن أبناء ذي قار، فنرى ونلمس التحولات الإيجابية التي أحدثها الصندوق في المحافظة، من خلال المشاريع الحيوية والخدمات التي ساهمت في إعادة ذي قار إلى الطريق الصحيح.
بالفعل، ذي قار اليوم تقف شاهدة على أن العمل الجاد والتخطيط المخلص قادر على تغيير الواقع مهما كان مظلمًا. لذا، يجب علينا جميعًا دعم هذه الجهود، لا التشكيك فيها دون مبررات موضوعية.