وكالة ذي قار 24 الاخبارية & : المقالات https://24dh.org/rss/category/المقالات وكالة ذي قار 24 الاخبارية & : المقالات ar جميع الحقوق محفوظة لـوكالة ذي قار 24 الاخبارية 2024 هل نشهد ملامح "سايكس بيكو جديدة" في ظل التطورات الحالية في الشرق الأوسط؟ https://24dh.org/301 https://24dh.org/301 فراس  الغزي     

في عام 1916، رسمت اتفاقية سايكس بيكو خريطة جديدة للشرق الأوسط، لتقسيم مناطق النفوذ بين القوى الكبرى، خاصة بريطانيا وفرنسا، بعد انهيار الدولة العثمانية. اليوم، وبعد أكثر من مائة عام، تعود التساؤلات مجددًا حول ما إذا كانت المنطقة تعيش مقدمات اتفاقية مشابهة لإعادة ترتيب الحدود والنفوذ السياسي والاقتصادي في ظل الظروف الراهنة.

تشابه الظروف بين الماضي والحاضر   

لفهم إمكانية ظهور "سايكس بيكو جديدة"، لابد من النظر إلى العوامل التي أدت إلى الاتفاقية السابقة، ومقارنتها بما يحدث الآن:

1.     صراع القوى الكبرى

o        في الماضي، كان الصراع يدور بين القوى الاستعمارية التقليدية مثل بريطانيا وفرنسا، بمشاركة روسيا القيصرية.

o        اليوم، تتنافس القوى العظمى مثل الولايات المتحدة وروسيا والصين، بالإضافة إلى صعود قوى إقليمية مثل إيران وتركيا، لتثبيت نفوذها في المنطقة.

2.     الفراغ السياسي

o        انهيار الدولة العثمانية خلق فراغًا سياسيًا سمح بتقسيم المنطقة وفق مصالح القوى الكبرى.

o        اليوم، تشهد المنطقة حروبًا أهلية، كما في سوريا واليمن، وضعفًا في بعض الدول المركزية مثل العراق ولبنان، مما يهيئ الأرضية لفرض ترتيبات جديدة.

3.     إعادة رسم الحدود:  

o        اتفاقية سايكس بيكو أعادت رسم الحدود دون مراعاة للتكوينات الاجتماعية والدينية.

o        في الوقت الحالي، هناك نقاشات حول تقسيم دول مثل سوريا والعراق إلى كيانات أصغر على أساس طائفي أو قومي، مما يعيد إلى الأذهان التقسيمات السابقة.

العوامل الدافعة نحو "سايكس بيكو جديدة

1. التغيرات الجيوسياسية:  

  • الوجود العسكري الروسي في سوريا أصبح واقعًا جيوسياسيًا جديدًا يغير موازين القوى.
  • التنافس الأمريكي-الإيراني على النفوذ في العراق والمنطقة يعمق الانقسامات الداخلية.
  • صعود تركيا كلاعب أساسي في ملفات مثل سوريا وليبيا يعيد رسم مناطق النفوذ.

2. التحالفات الجديدة

  • الاتفاقيات الجديدة للتطبيع بين بعض الدول العربية وإسرائيل تعكس تغييرات في التحالفات التقليدية.
  • تشكل تحالفات اقتصادية وأمنية جديدة يعزز احتمالية إعادة رسم المشهد الإقليمي.

3. الموارد الاقتصادية

  • صراع الغاز والنفط في شرق المتوسط يشكل محركًا أساسيًا للتنافس بين القوى الإقليمية والدولية.
  • المشاريع الكبرى قد تُقسم المنطقة إلى مناطق نفوذ اقتصادي تتداخل فيها المصالح.

4. الضعف الداخلي والتقسيم السياسي

  • ضعف الدول المركزية وصعود الفاعلين من غير الدول مثل الميليشيات المسلحة، قد يدفع نحو تقسيمات جديدة تتناسب مع توازن القوى.
  • الحديث عن "فدرلة" سوريا والعراق أو إنشاء مناطق حكم ذاتي بات مطروحًا بشكل متزايد.

ملامح اتفاق جديد 

إذا كانت سايكس بيكو قد فرضت تقسيمًا جغرافيًا واضحًا، فإن الترتيبات الجديدة قد تكون مختلفة:

1.     تقسيم غير معلن: قد يتم فرضه عبر تفاهمات غير رسمية بين القوى الكبرى والقوى الإقليمية.

2.     نفوذ اقتصادي بديل للتقسيم الجغرافي: حيث يتم تقاسم موارد الطاقة والنفوذ الاقتصادي بدلاً من تقسيم الحدود التقليدية.

3.     تثبيت مناطق النفوذ العسكري والسياسي: قد تشهد المنطقة تثبيت وجود عسكري طويل الأمد للقوى الكبرى مثل روسيا والولايات المتحدة.

الخاتمة   

رغم أن اتفاقية سايكس بيكو لم تعد سارية المفعول رسميًا، إلا أن نتائجها ظلت ماثلة في شكل الحدود الحالية لمنطقة الشرق الأوسط. ومع الظروف الحالية من ضعف بعض الدول، وصعود قوى إقليمية وعالمية متنافسة، يبدو أن المنطقة قد تكون على أعتاب "اتفاقية جديدة" تُعيد ترتيب الأوضاع بما يتناسب مع توازنات القوى الحالية.

هذه الترتيبات، وإن كانت قد تأخذ شكل تفاهمات اقتصادية أو أمنية، إلا أنها قد تترك أثرًا مشابهًا لما فعلته سايكس بيكو في بدايات القرن الماضي، وهو ما يدفعنا للتساؤل: هل نحن أمام تقسيم جديد يعيد تشكيل خرائط المنطقة مرة أخرى؟

 

]]>
Tue, 17 Dec 2024 17:30:45 +0300 admin
العراق ينتصر: ملحمة التحرير من براثن داعش https://24dh.org/300 https://24dh.org/300 فراس  الغزي

مقدمة: نصر صنعته الإرادة

في يوم العاشر من ديسمبر 2017، كتب العراق صفحة مشرقة في تاريخه الحديث بإعلانه النصر على تنظيم داعش الإرهابي، بعد معركة شرسة استمرت لسنوات وامتزجت فيها دماء الشهداء بدموع الفرح. هذا الإنجاز لم يكن مجرد انتصار عسكري، بل ملحمة وطنية جمعت العراقيين تحت راية واحدة ضد أكبر خطر هدد وجودهم كدولة وشعب.


جذور الأزمة: صعود الظلام

في عام 2014، اجتاح تنظيم داعش الإرهابي أجزاء واسعة من العراق، مستغلاً التوترات السياسية والأزمات الاقتصادية والاجتماعية. سقوط الموصل، ثاني أكبر مدن العراق، شكل صدمة هزت العالم، حيث أعلن التنظيم عن "خلافته المزعومة"، وأخضع المدن الواقعة تحت سيطرته لأبشع أنواع الإرهاب.

هذا الاجتياح لم يكن مجرد تهديد عسكري؛ كان محاولة لطمس هوية العراق الثقافية والتاريخية وتحويله إلى بؤرة للفوضى والدمار. لكن العراق، بماضيه العريق وشعبه الصامد، كان على موعد مع اختبار وجودي حاسم.


الرد العراقي: إرادة الشعب في مواجهة الإرهاب

1.     فتوى الجهاد الكفائي: نقطة التحول
استجابت المرجعية الدينية في النجف لهذا التهديد غير المسبوق، بإصدار فتوى الجهاد الكفائي، التي دعت العراقيين إلى الوقوف صفاً واحداً للدفاع عن أرضهم وعرضهم. استجابت الجماهير لهذه الدعوة، وشُكلت قوات الحشد الشعبي كقوة داعمة للجيش والشرطة.

2.     وحدة الصف الوطني:
رغم الانقسامات السياسية والطائفية التي عصفت بالعراق لسنوات، وحّدت المعركة الجميع ضد خطر مشترك. العراقيون من كافة الطوائف والقوميات قاتلوا معاً في خندق واحد، مؤكدين أن العراق أكبر من خلافاتهم.

3.     دعم دولي وتحالفات استراتيجية:
شكلت الحرب ضد داعش محوراً دولياً، حيث تلقى العراق دعماً من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، إضافة إلى مساعدة دولية في التدريب والمعلومات الاستخبارية.


معارك التحرير: فصل من المجد

1.     تحرير الموصل: ملحمة العصر
استعادة الموصل، معقل تنظيم داعش الرئيسي، كانت المعركة الأبرز في حرب التحرير. واجهت القوات العراقية مقاومة شرسة في معركة استمرت تسعة أشهر، وانتهت بتحرير المدينة بالكامل في يوليو 2017.

2.     تحرير الرمادي وتكريت والفلوجة:
المدن الأخرى في الأنبار وصلاح الدين شهدت معارك ضارية، ونجحت القوات العراقية في تحريرها تدريجياً، مع عودة الحياة إلى المناطق التي دمرها الإرهاب.

3.     التضحيات البطولية:
الحرب ضد داعش لم تكن سهلة، فقد قدمت القوات المسلحة والحشد الشعبي والبيشمركة آلاف الشهداء، الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل الدفاع عن الأرض.


إعلان النصر: ميلاد جديد للوطن

في العاشر من ديسمبر 2017، أعلن رئيس الوزراء آنذاك، حيدر العبادي، تحرير كامل الأراضي العراقية من قبضة تنظيم داعش. جاء هذا الإعلان تتويجاً لسنوات من القتال والصمود، وحمل معه آمالاً كبيرة بعودة الأمن والاستقرار إلى ربوع البلاد.


دروس وعبر من النصر العظيم

1.     الوحدة تصنع المعجزات:
أثبت هذا النصر أن العراقيين قادرون على تجاوز كل خلافاتهم عندما يتعلق الأمر بمصير وطنهم.

2.     إرادة الحياة تنتصر:
رغم حجم الخراب الذي خلفه داعش، إلا أن الروح العراقية لم تهزم، واستطاع الشعب أن يعيد بناء حياته بإصرار منقطع النظير.

3.     رسالة إلى العالم:
هذا النصر ليس مجرد انتصار للعراق، بل هو رسالة للعالم أجمع بأن الإرهاب، مهما بلغت قوته، لن يصمد أمام إرادة الشعوب الحرة.


تحديات ما بعد النصر: البناء والمصالحة

بعد طرد داعش من الأراضي العراقية، واجهت البلاد تحديات جديدة، تمثلت في:

  • إعادة الإعمار: المدن المحررة بحاجة إلى جهود كبيرة لإعادة بناء بنيتها التحتية.
  • عودة النازحين: تأمين عودة ملايين النازحين إلى ديارهم هو جزء أساسي من تحقيق الاستقرار.
  • مكافحة الفكر المتطرف: الحرب ضد داعش لم تنتهِ عسكرياً فقط، بل تتطلب معالجة الأسباب الفكرية والاجتماعية التي أدت إلى ظهوره.

خاتمة: العراق ينتصر دائماً

يوم النصر العظيم سيظل شاهداً على صمود العراقيين في وجه أكبر التحديات. هذه الملحمة ليست مجرد ذكرى، بل درسٌ للأجيال القادمة حول قيمة الوحدة والتضحية. العراق، رغم كل الأزمات، أثبت أنه وطن لا ينكسر، وأن أبناءه قادرون على صنع المعجزات متى ما توحدوا لهدف سامٍ.

هذا النصر هو وعد بمستقبل مشرق لعراق قوي وموحد، يرتكز على تاريخه العريق وإرادة شعبه الأبية.

 

]]>
Tue, 10 Dec 2024 20:37:46 +0300 admin
السيدة زينب عليها السلام والتطورات السورية: تحليلات واستشرافات https://24dh.org/299 https://24dh.org/299 فراس الغزي            

مقدمة:                                                              

تشهد سوريا مرحلة فارقة في تاريخها بعد سقوط نظام بشار الأسد وصعود الجيش الحر إلى سدة المشهد العسكري والسياسي. مع هذا التحول، تطفو على السطح أسئلة شائكة تتعلق بمصير رموز دينية بارزة، مثل مقام السيدة زينب (عليها السلام)، ودور المرجعيات الدينية والقوى الإقليمية والدولية في التعامل مع المستجدات.

اللجوء الإنساني للأسد إلى روسيا:                                

بعد انهيار النظام السوري، لجأ بشار الأسد إلى روسيا طلباً للحماية واللجوء الإنساني. هذا التطور يعكس التحول في ميزان القوى داخل سوريا، إذ فقد النظام السيطرة على البلاد، لكنه ما زال يعتمد على حلفاء دوليين لضمان بقائه السياسي، ولو رمزياً. روسيا بدورها قد تستغل وجود الأسد كورقة ضغط في الملفات الإقليمية والدولية، مما يفتح تساؤلات حول مستقبل الدور الروسي في سوريا.

السيناريوهات المحتملة بشأن مقام السيدة زينب:                

1. تعرض المقام للهجوم:                                          

في حال تنفيذ تهديدات بعض الفصائل المتشددة بالاعتداء على مقام السيدة زينب، سيكون لذلك تداعيات كبيرة على المشهد السوري والإقليمي. هذا الحدث قد يؤدي إلى:

  • تصعيد طائفي: لن يقف الشيعة مكتوفي الأيدي أمام هجوم كهذا، وقد يدفع الأمر إلى تدخلات أوسع من قبل قوى إقليمية مثل العراق ولبنان، بالإضافة إلى تحركات شعبية داخل سوريا.
  • ردود فعل سياسية وعسكرية: القوى الشيعية، سواء على مستوى الدول أو الجماعات، قد تتخذ خطوات تصعيدية لحماية المقام، مما يعقد الوضع الميداني.

1.رد فعل الشيعة:                                                    

الشيعة، المنتشرين في دول مختلفة مثل العراق وإيران ولبنان، قد يتوحدون في موقفهم تجاه هذا الحدث. السؤال هنا: هل سيكون الرد دبلوماسياً أم عسكرياً؟ المرجح أن يكون هناك تصعيد شامل، قد يشمل تحشيداً شعبياً وسياسياً، وربما دعماً مسلحاً لحماية المقدسات.

دور المرجعية في النجف الأشرف:                                 

الصمت أو التريث؟                                                   

المرجعية في النجف الأشرف، المعروفة بحكمتها وتريثها، لم تصدر تصريحاً صريحاً حتى الآن حول خطورة الوضع. هذا الصمت قد يكون له أسباب متعددة:

  • تفادي التصعيد الطائفي: المرجعية قد ترى أن أي تصريح قد يُستغل لإشعال نزاعات أكبر.
  • رؤية استراتيجية بعيدة المدى: المرجعية قد تعتمد على حلول سياسية ودبلوماسية، بدلاً من الدخول في صراعات مباشرة، حرصاً على مصلحة الأمة الإسلامية جمعاء.

احتمالية تدخل المرجعية :                                           

في حال تعرض مقام السيدة زينب لخطر حقيقي، قد تضطر المرجعية إلى إصدار موقف واضح يدعو إلى حماية المقدسات بطرق سلمية قدر الإمكان، مع التأكيد على وحدة الصف الإسلامي.

هل إيران قلقة بشأن خطوط الإمداد؟                                 

تأثير سقوط النظام:                                                   

انهيار نظام الأسد يشكل تحدياً كبيراً لإيران، التي كانت تعتمد على سوريا كطريق استراتيجي لدعم حلفائها، مثل حزب الله في لبنان وحماس في فلسطين. مع تغير الوضع الميداني، قد تواجه إيران:

  • صعوبات لوجستية: خطوط الإمداد التي كانت تمر عبر سوريا قد تتعرض للانقطاع أو التهديد.
  • إعادة ترتيب الأولويات: إيران قد تضطر إلى البحث عن طرق بديلة لدعم حلفائها، مما يزيد من الضغط على سياساتها الإقليمية.

القلق الإيراني:                                                     

إيران قد تكون قلقة بشأن تداعيات هذه التطورات، لكنها قد تعتمد على دبلوماسيتها الإقليمية ودعمها للمقاومة كوسائل لتعويض الخسائر المحتملة.

التأثيرات المستقبلية:                                             

السيناريو الأول: استمرار الصراع الطائفي:                   

في حال تصاعد التوترات، قد يتحول الصراع في سوريا من سياسي إلى طائفي بحت، مما يزيد من تعقيد الوضع الإقليمي.

السيناريو الثاني: تسوية سياسية:                              

قد تنجح الأطراف الدولية في فرض تسوية سياسية تضمن حماية المقدسات الدينية، وتحفظ استقرار المنطقة.

السيناريو الثالث: تدخل دولي أوسع:                           

إذا تدهورت الأوضاع بشكل كبير، قد يزداد التدخل الدولي في سوريا، سواء عبر الأمم المتحدة أو عبر قوى إقليمية.

خاتمة:                                                            

تمر سوريا بمنعطف حساس، حيث يختلط السياسي بالديني في مشهد معقد. مصير مقام السيدة زينب (عليها السلام) يبقى نقطة محورية في الصراع، وهو اختبار لمدى قدرة القوى الإقليمية والدولية على التوفيق بين حماية المقدسات وتحقيق الاستقرار. المرجعية في النجف، بحكمتها، قد تلعب دوراً حاسماً في ضبط الأمور، بينما تبقى إيران حذرة في مواجهة التغيرات التي قد تعيد تشكيل الخريطة الإقليمية برمتها.

 

]]>
Sun, 08 Dec 2024 23:37:36 +0300 admin
مدينة الناصرية: من الإهمال إلى بوابة سياحية عالمية بفضل التضحيات والإنجازات https://24dh.org/297 https://24dh.org/297 فراس الغزي

مدينة الناصرية، عاصمة محافظة ذي قار، كانت على مدى عقود تعاني من الإهمال والتهميش في شتى المجالات، مما أثر بشكل كبير على واقعها الاقتصادي والاجتماعي والخدمي. هذا الإهمال جعل المدينة تبدو وكأنها منسية وسط الزخم العمراني والتطور الذي شهدته مدن أخرى في العراق. لكن، كما يقال، "الظلام لا يدوم"، فقد شهدت الناصرية نهضة غير مسبوقة بفضل جهود وتضحيات كبيرة، ما جعلها اليوم واحدة من أبرز المدن الجاذبة للسياح من شتى أنحاء العالم.

 ثورة الإعمار: نقطة التحول

بدأ التحول الجذري في الناصرية مع الثورة التنموية التي قادها الأمين العام الدكتور حميد الغزي،  مع صندوق إعمار ذي قار. الجهود التي بذلت لإحياء المدينة وإعادة بنائها لم تكن عادية؛ فقد تخللتها رؤى طموحة وإصرار على إعادة الحياة لمدينة كانت منكوبة. وبالرغم من أن ما تم إنجازه حتى الآن يمثل فقط 5% من المشاريع المخطط لها، إلا أن ما تحقق كان كافياً لتغيير صورة المدينة بالكامل.

 المشاريع الكبرى: شواهد على التقدم

تتضمن خطط الإعمار في الناصرية مجموعة من المشاريع الطموحة التي تجعل من المدينة مركزاً سياحياً وتنموياً بارزاً:

1. مطار الناصرية الدولي  

   يعد مطار الناصرية أحد المشاريع الاستراتيجية التي تهدف إلى تسهيل حركة النقل الجوي وربط المدينة بالعالم، مما يعزز من فرص الاستثمار والسياحة.

2. مدينة أور السياحية  

   تحمل مدينة أور أهمية تاريخية استثنائية كونها مسقط رأس النبي إبراهيم (عليه السلام). جهود إعادة تأهيلها وتحويلها إلى وجهة سياحية عالمية تسهم في استقطاب الزوار والباحثين من مختلف الدول.

3. المدينة الطبية المتكاملة  

   من المتوقع أن تكون المدينة الطبية أحد المشاريع الرائدة في مجال الرعاية الصحية، حيث توفر الخدمات الطبية المتقدمة للسكان المحليين والزوار على حد سواء.

4. كورنيش الناصرية  

   يعد كورنيش الناصرية الجديد أكبر كورنيش في العراق من حيث المساحة، إذ يمتد على جانبي نهر الفرات، ويوفر واجهة سياحية وترفيهية مميزة. المشروع يعكس رؤية عصرية تجمع بين الجمال الطبيعي والتخطيط الحديث.

 السياحة: الناصرية وجهة عالمية

بفضل المشاريع الجديدة، تحولت الناصرية من مدينة منكوبة إلى مدينة تجذب السياح من مختلف بقاع العالم. المعالم التاريخية مثل زقورة أور، بالإضافة إلى البنية التحتية الحديثة، جعلت المدينة محطة للزوار الراغبين في اكتشاف التاريخ العريق والاستمتاع بالأجواء الهادئة.

 الطريق إلى المستقبل

بالرغم من الإنجازات المحققة، فإن الطريق ما زال طويلاً. إن تنفيذ 5% فقط من المشاريع المخطط لها يعني أن المدينة أمامها فرص هائلة لمزيد من التقدم والتطوير. ومع اكتمال المشاريع الكبرى، ستتحول الناصرية إلى نموذج للتطور والإبداع في العراق.

 ختاماً

النهضة التي شهدتها الناصرية هي نتاج تضحيات أبناء المدينة وجهود القائمين على مشاريع إعمارها. الناصرية اليوم ليست فقط قصة نجاح تنموي، بل رمز للأمل والإصرار على تجاوز التحديات. ومع استمرار العمل، فإن المستقبل يبشر بمزيد من الإنجازات التي ستضع المدينة في مقدمة المشهد العراقي والعالمي.

]]>
Wed, 04 Dec 2024 15:35:21 +0300 admin
ذي قار من النكبة إلى السياحة: بين حقائق الإنجاز وتهم الهدر المالي https://24dh.org/ذي-قار-من-النكبة-إلى-السياحة-بين-حقائق-الإنجاز-وتهم-الهدر-المالي https://24dh.org/ذي-قار-من-النكبة-إلى-السياحة-بين-حقائق-الإنجاز-وتهم-الهدر-المالي فراس الغزي

في تصريح مثير للجدل، أبدت النائبة فيان دخيل، ممثلة المكون الإيزيدي في البرلمان العراقي، عن كتلة الحزب الديمقراطي الكردستاني، اعتراضها على صندوق إعمار ذي قار، معتبرة أن إنشاؤه يمثل هدراً للمال العام. هذا التصريح يتناسى أن مجلس الوزراء كان قد صوت سابقًا على إعلان محافظة ذي قار منطقة منكوبة، وهو ما أتاح إنشاء هذا الصندوق لدعم المحافظة وانتشالها من واقع الإهمال المزمن.

اليوم، بفضل جهود العاملين في صندوق إعمار ذي قار وتخطيطهم المدروس، أصبحت الناصرية واحدة من المحافظات التي تحولت من مدينة منكوبة إلى وجهة سياحية يقصدها عشرات الآلاف من السياح الأجانب سنويًا. ومن أبرز الإنجازات التي يُشار إليها بفخر، مدينة أور السياحية التي أصبحت منارة جذب سياحي تعكس حضارة العراق العريقة.

وهنا نسأل النائبة فيان دخيل: هل المطالبة بالتحقيق مع من يعمل على إعمار مدينة منكوبة وإعادتها للحياة أكثر أهمية من فتح ملفات الفساد وملاحقة من تهربوا من دفع مستحقات العراق منذ عام 2003 وحتى يومنا هذا؟ وهل تعتبرين دفع المستحقات الضئيلة التي حصل عليها العراق بعد سنوات من التهرب كافية لتعويض ما أُهدر؟

إذا كان تصريحك نابعًا من خلاف شخصي، فهذا شأنك الخاص. أما نحن أبناء ذي قار، فنرى ونلمس التحولات الإيجابية التي أحدثها الصندوق في المحافظة، من خلال المشاريع الحيوية والخدمات التي ساهمت في إعادة ذي قار إلى الطريق الصحيح.

بالفعل، ذي قار اليوم تقف شاهدة على أن العمل الجاد والتخطيط المخلص قادر على تغيير الواقع مهما كان مظلمًا. لذا، يجب علينا جميعًا دعم هذه الجهود، لا التشكيك فيها دون مبررات موضوعية.

]]>
Wed, 27 Nov 2024 15:16:18 +0300 admin
العراق بين المطرقة الإسرائيلية والسندان الإيراني: تداعيات استخدام قواعد عراقية لضرب إيران https://24dh.org/العراق-بين-المطرقة-الإسرائيلية-والسندان-الإيراني-تداعيات-استخدام-قواعد-عراقية-لضرب-إيران https://24dh.org/العراق-بين-المطرقة-الإسرائيلية-والسندان-الإيراني-تداعيات-استخدام-قواعد-عراقية-لضرب-إيران في ظل تصاعد التوترات الإقليمية والدولية بين إسرائيل وإيران، باتت السيناريوهات المحتملة لأي مواجهة بين الطرفين مثار جدل وتحليل. أحد أكثر السيناريوهات إثارة للقلق هو احتمال استخدام إسرائيل لقواعد عسكرية في العراق لضرب أهداف داخل إيران. هذا التصور إذا تحقق، فإنه سيحمل في طياته تداعيات جسيمة على العلاقات بين العراق وإيران، وسيضع العراق في موقف حساس للغاية على المستويات السياسية، الأمنية، والاقتصادية.

العراق، الذي يعاني من حالة عدم استقرار داخلي منذ سنوات طويلة، سيجد نفسه وسط عاصفة من التصعيد غير المسبوق إذا ما قررت إسرائيل استخدام أراضيه كمنصة لضرب طهران. فعلى الرغم من العلاقات الجيدة بين بغداد وطهران، فإن مثل هذه الخطوة قد تؤدي إلى تصعيد في التوترات بين البلدين، حيث ستعتبر إيران أن العراق انحاز إلى أعدائها في المنطقة.

إيران تمتلك نفوذًا كبيرًا داخل العراق من خلال دعمها للفصائل السياسية والعسكرية العراقية، وخاصة الفصائل الشيعية المسلحة. ومن الطبيعي أن يؤدي أي استهداف إسرائيلي من داخل العراق إلى رد فعل عنيف من قبل إيران وحلفائها في البلاد، ما قد يُحدث حالة من الفوضى الأمنية والسياسية. هذه الفصائل لن تقف مكتوفة الأيدي، بل من المرجح أن تسعى للانتقام من أي حكومة عراقية تتعاون مع إسرائيل، ما يهدد باندلاع صراع داخلي في البلاد.

على الجانب الآخر، الحكومة العراقية ستواجه ضغطًا هائلًا للحفاظ على توازن دقيق بين علاقاتها مع إيران وجيرانها من جهة، ومع الولايات المتحدة وحلفائها من جهة أخرى. إذا ما دعمت أو سمحت باستخدام قواعدها لضرب إيران، فإن بغداد ستتعرض لانتقادات حادة من القوى الداخلية الموالية لإيران، وربما تصل الأمور إلى تصاعد الاحتجاجات الشعبية، فضلًا عن تصعيد عسكري قد يقلب موازين القوى داخل العراق.

العواقب الاقتصادية لا تقل خطورة عن السياسية والأمنية. فالعراق يعتمد بشكل كبير على التبادل التجاري مع إيران، خاصة في مجال الطاقة. أي تصعيد بين البلدين قد يؤدي إلى قطع الإمدادات أو فرض عقوبات اقتصادية متبادلة، مما سيعمق من الأزمات الاقتصادية التي يعاني منها العراق بالفعل.

أما على الصعيد الإقليمي، فإن استخدام قواعد عراقية لضرب إيران سيؤدي بلا شك إلى زعزعة استقرار المنطقة بشكل أكبر. قد تدفع هذه الخطوة إيران إلى اتخاذ إجراءات تصعيدية ضد المصالح الأميركية في العراق أو في دول الجوار، مما يزيد من احتمالات اندلاع حرب واسعة النطاق تمتد آثارها لتشمل دول الخليج وتركيا.

باختصار، استخدام إسرائيل لقواعد عراقية لضرب إيران هو سيناريو يحمل في طياته مخاطر كبيرة قد تؤدي إلى زعزعة استقرار العراق بشكل غير مسبوق. سيتعين على العراق في هذه الحالة أن يتخذ خطوات حكيمة ومتزنة لتجنب الوقوع في فخ التصعيد الإقليمي، والحفاظ على سيادته واستقراره الداخلي.

]]>
Sun, 13 Oct 2024 12:51:16 +0300 admin
صمود حزب الله أمام إسرائيل: ملحمة البطولة والتضحية والوفاء للقضية https://24dh.org/صمود-حزب-الله-أمام-إسرائيل-ملحمة-البطولة-والتضحية-والوفاء-للقضية https://24dh.org/صمود-حزب-الله-أمام-إسرائيل-ملحمة-البطولة-والتضحية-والوفاء-للقضية فراس الغزي

حزب الله، الحزب المقاوم الذي نبت في تربة لبنان الطاهرة، يُعتبر رمزًا للصمود والبطولة في مواجهة أحد أقوى الجيوش في العالم، جيش الاحتلال الإسرائيلي. منذ تأسيسه، وُجد حزب الله ليكون شوكة في حلق العدو الإسرائيلي، حاملاً على عاتقه قضية تحرير الأرض والدفاع عن الشعب، ليس فقط اللبناني، بل قضية الأمة العربية والإسلامية الكبرى: تحرير القدس وفلسطين.

 المقاومة طريق الشرف والكرامة

منذ بداية الاحتلال الإسرائيلي للبنان في عام 1982، كان حزب الله جزءًا أساسيًا من المقاومة اللبنانية التي واجهت الآلة العسكرية الإسرائيلية، ورفضت الاستسلام أمام الترهيب والتدمير. هذه المقاومة أظهرت للعالم أن النصر لا يقاس بعدد الجنود أو حجم الأسلحة، بل بعزيمة الشعب وإرادته للحرية. 

أبناء حزب الله، الذين يضعون أرواحهم على أكفهم في كل مواجهة مع العدو، قدموا أسمى معاني التضحية. لا يزالون يسيرون على نهج الاستشهاد كوسيلة لتحقيق هدفهم الأسمى، وهو تحرير فلسطين والقدس الشريف من براثن الاحتلال. قدم الحزب مئات الشهداء، منهم القادة والمقاتلون، ليكونوا علامة فارقة في تاريخ الأمة، وليثبتوا أن المقاومة ليست مجرد استراتيجية عسكرية، بل هي عقيدة حياة وموت في سبيل القضية.

 النصر على إسرائيل: رمز للعزة

في حرب يوليو 2006، عندما حاولت إسرائيل سحق حزب الله عبر حرب شاملة، استطاع الحزب بفضل مقاومته الباسلة أن يصمد أمام القوة العسكرية الإسرائيلية. بالرغم من الفارق الكبير في الإمكانيات والقدرات، خرج حزب الله منتصرًا في معركة عززت من شرعيته وقوته في العالم العربي والإسلامي. كان هذا الانتصار بمثابة رسالة واضحة بأن المقاومة ليست فقط قادرة على الدفاع، بل أيضًا على تحقيق النصر مهما كان الثمن.

لقد جسد حزب الله في تلك الحرب مفهومًا جديدًا للمقاومة في وجه الاحتلال، حيث أظهرت الجماعات الصغيرة المتمسكة بعقيدتها الوطنية والدينية قدرتها على هزيمة جيشٍ مدججٍ بالسلاح. وبهذا، أصبح حزب الله رمزًا للأمل لجميع الشعوب المظلومة التي تسعى للتحرر من الطغيان والاستعمار.

 القدس هي الهدف

لا يقتصر مشروع حزب الله على الدفاع عن لبنان وحسب، بل تتجاوز رؤيته الحدود المحلية لتشمل قضية الأمة المركزية، وهي فلسطين وتحرير القدس. على مر السنوات، أكد الحزب مرارًا وتكرارًا أن هدفه الأساسي هو تحرير الأرض المقدسة من الاحتلال الصهيوني. يرى حزب الله في فلسطين جزءًا لا يتجزأ من الهوية الإسلامية والعربية، ويرى في المقاومة واجبًا دينيًا وقوميًا تجاه القدس وشعبها. 

تظل القدس في قلب مشروع الحزب كرمز للعزة والإباء، وكقضية توحد كل الشعوب الإسلامية. ورغم كل المصاعب والتضحيات، ورغم المؤامرات الدولية والإقليمية التي تستهدف إضعاف المقاومة، يظل حزب الله ثابتًا على مواقفه، متمسكًا بوعده لتحرير فلسطين.

 التضحية والوفاء للمبدأ

التضحية هي الركيزة الأساسية التي يبني عليها حزب الله مشروعه المقاوم. أبطال الحزب، الذين يتقدمون الصفوف في مواجهة العدو، يعلمون تمامًا أن طريقهم مليء بالصعوبات والقرابين. ومع ذلك، يظل إيمانهم بالنصر ثابتًا لا يتزعزع. فهم يقدمون حياتهم فداءً للقضية الكبرى، ويؤمنون أن كل قطرة دم تُراق هي خطوة نحو التحرير والنصر.

لقد قدم الحزب العديد من القادة والشهداء في سبيل هذا الهدف. من عماد مغنية إلى سمير القنطار وغيرهم من الأبطال الذين رحلوا عن الدنيا، لكنهم تركوا إرثًا خالدًا من الصمود والتضحية. إنهم رمز الوفاء للقضية الفلسطينية، وشعلة مضيئة تذكر الأجيال القادمة بواجبها تجاه الأرض والشعب.

النهاية: المقاومة مستمرة

مهما تزايدت التحديات والضغوط، يظل حزب الله رمزًا للبطولة والشرف في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي. إنه الحزب الذي لم يهن ولم ينكسر رغم التضحيات الجسيمة والدماء الزكية التي سقطت على درب الحرية. 

وفي النهاية، يظل هدفه واضحًا وثابتًا: تحرير القدس وكل فلسطين من الاحتلال. هذه هي رسالته التي لن تتغير، وهذا هو وعده الذي قطعه على نفسه منذ اليوم الأول.

]]>
Sat, 12 Oct 2024 11:04:17 +0300 admin